ظاهرة الاكتئاب عند الأطفال
د / عبيـــــر مختــــار شــــاكر محمـــود
بعكس الاعتقاد الخاطئ الشائع عن كون الاكتئاب حالة مرضية نفسية لا تصيب إلا الكبار ، فإنه من الواضح من خلال الحياة العلمية والعملية اليومية أنه يصيب الصغار أيضاً وبنسبة يعتد بها حيث قد تصل في بعض الحالات إلى 2% من مجموع الأطفال في سني المدرسة الأولى والثانية ، أكثرهم من الأطفال في مرحلة المراهقة والغالبية من أولئك تمثلها الفتيات بي 14 – 17 سنة .
وحقيقة لا يتظاهر الاكتئاب عند الأطفال عموماً كما يتظاهر عند الكبار ، وإنما يأخذ أشكالاً متعددة ومتنوعة في شدتها وتظاهراتها ويتعلق ذلك أساساً بدرجة الاكتئاب الذي يعاني منه الطفل وخاصة فيما يتعلق بعمقه ومدته الزمنية ومسبباته التي مثلت الأرضية التي أنتجت الاكتئاب وتركت الطفل ضحيتها ليتخبط في واقع الاكتئاب وعقابيله ، بالإضافة إلى ذلك يمكن الإشارة إلى تمايز المظاهر والخصوصيات التي يبديها الاكتئاب عند الأطفال بحسب المرحلة العمرية التي يقع فيها الطفل ، حيث يكون في المراحل العمرية الأولى وخاصة في سن المدرسة الأولى مقنّعاً بالكثير من المظاهر التي يمكن أن تفوّت علينا إمكانية التوجه والشك بأن هذا الطفل قد يعاني من الاكتئاب ، وتتجلى هذه المظاهر بمجموعة من الشكايات تتراوح بين الغضب والعدائية وعدم الانصياع للأوامر والرأي العام ، ومحاولة خرق النظام والتوجيهات في المنزل أو المدرسة ، وقد تكون تلك المظاهر هي المشعر الوحيد المتوافر والذي يشير إلى وقوع الطفل في متلازمة الاكتئاب .
أما في مرحلة المدرسة الثانية ، فإن الاكتئاب هنا يمكن أن يتظاهر بمجموعة متباينة من الشكايات تتراوح بين الحزن الظاهر على الطفل وملاحظة عدم وجود إشراق الطفولة وإقبالها على الحياة على محياه ، والانسحاب الاجتماعي من النشاطات الاجتماعية التي تحتاج إلى المشاركـة الجماعية كالألعاب والنزهات .. إلخ ،وصولاً إلى مجموعة المظاهر العامة للاكتئاب الشامل والعميق والتي تقارب في كثير من تفاصيلها نموذج الاكتئاب المعروف عند البالغين المتمثل بمتلازمة عريضة من الأعراض المتنوعة بين اضطرابات النوم كالأرق والاستيقاظ باكراً وعدم النوم كفاية ، وضعف الاهتمام بالنشاطات اليومية الاعتيادية ، والإحساس المستمر والمتراكم بالذنب وتجريم الذات بسبب مواضيع لا تستدعي مثل هذه الدرجة من الإحساس بالخطأ ، وضعف قدرات الأداء الفيزيائي والنشاط المطلوبين من أجل القيام بالواجبات الحياتية اليومية ؛ وصولاً إلى ضعف قدرات التركيز الذهني وتشتت الأفكار عندما يتطلب الواقع من الشخص الذي يعاني من الاكتئاب أن يبذل جهداً عقلياً مركزاً للقيام بمهمة ما ، مروراً باضطرابات الشهية للطعام المتمثلة أساساً بقلة الإقبال على الأكل ، وضعف الاهتمام بالحاجات الجنسية الطبيعية ، وفي آخر المطاف الوصول إلى أفكار تتناول الانتحار وإيذاء الذات لإنهاء حياة هذا الشخص الذي يعاني من الاكتئاب .
ويجدر الإشارة هنا إلى ملاحظة على درجة عالية من الأهمية والخصوصية ، وتشير إلى الحقيقة بأن الاكتئاب عند الأطفال غالباً ما يمثل اضطراباً ثانوياً وليس أولياً نجم إما عن آفة عضوية ( خلل جسدي في بنية الجهاز العصبي مثلاً ) ، أو شكاية نفسية أكثر بساطة من الاكتئاب تفاقمت ولم تأخذ طريقها إلى الحل ، وبالتالي كان القرار النفسي الوحيد الناجح هو الانسحاب من مواجهتها والدخول في طريق الاكتئاب ، ولذلك يجب السعي أولاً وخاصة فيما يتعلق بالاضطرابات الاكتئابية عند الأطفال للكشف عن السبب الأولي الذي قاد ومهد إلى مثل هذا الاكتئاب
العوامل المؤهبة للإصابة باكتئاب عند الأطفال :-
قد يكون دور العامل الوراثي في حدوث الاكتئاب عند الأطفال وفي جميع الأعمار عموماً من القضايا المثبتة علمياً ، ويتمثل ذلك بوجود بنية وراثية عائلية تنتج خللاً في بعض المستقبلات الكيميائية أو الهرمونية والتي يناط بها أن تتحسس وسيطاً عصبياً كيميائياً أو هرمونياً ،ولكنها قد تكون قليلة العدد أو مشوهة من الناحية البنيوية مما يعيق ارتباطها بذلك الوسيط مما ينتج عنه خلل في التوازن الداخلي للجهاز العصبي والذي يقود في بعض الحالات إلى حدوث الاكتئاب وأمراض جسدية ونفسية متعددة وفي بعض الحالات الأخرى يمكن لنفس الاضطراب الوراثي أن يؤدي إلى خلل تشريحي في بنية الدماغ والذي يؤهب إلى الكثير من الاضطرابات العصبية والنفسية ومنها الاكتئاب
وهذه الفكرة الأخيرة تستدعي منا وقفة عند نقطتين ، الأولى هي أن وجود قصة عائلية للإصابة بمرض الاكتئاب يجب أن تجعلنا أكثر قبولاً للشك بأن هذه الأعراض النفسية التي يبديها الطفل والتي قد تكون غير موجهة قد تكون ناجمة عن اكتئاب لم يتكامل بعد ويستدعي منا التداخل بسرعة لمحاولة علاجه ومنع تفاقمه ؛ والثانية : هي وجوب توجيه كل الذين يعانون من اضطرابات الاكتئاب لعدم الزواج من نفس عائلتهم وتفادي كل روابط القرابة في توجهات اختيار شريك الحياة ، وذلك في محاولة للسعي لإنقاص خطورة إنجاب أطفال لديهم استعداد وراثي عائلي عادي للإصابة بالاكتئاب ، حيث أن المورثات التي تتدخل في تسبيب الاضطرابات التي تقود إلى الاكتئاب لاحقاً ، تمثل مورثات ذات صفة متنحية ، وبالتالي يمكن تفادي ظهورها في الأجيال القادمة من خلال الزواج خارج إطار قرابة الدم والرحم حرصاً على سلامة الأجيال الجديدة في هذه العائلة .
إن الإصابة بعدد من الأمراض الجسدية يؤهب بشكل كبير للإصابة بالاكتئاب وخاصة نشير إلى مرض الصرع ، نقص نشاط الدرق ،قصور الغدة الكظرية والشقيقة ، لذلك يجب التعامل مع هؤلاء الأطفال الذين يعانون من هذه الأمراض بكثير من الحذر ، وكثير من السعي لوضعهم في وضع اجتماعي مواتي ومتفهم يستطيعون الاندماج معه بشكل بناء ليكون ذلك إجراءاً وقائياً فاعلاً يحميهم من الوقوع في براثن الاكتئاب . ومن جهة أخرى إن معاناة أي طفل من أعراض الاكتئاب جزيئاً أو كلياً ، تستدعي منا وقفة طبية مدققة ومسحاً طبياً شاملاً للتحري عن أي سبب عضوي أو مرض ما شكل المقدمة والسبب الأولى لشكاية الاكتئاب هذه .
ونشير أيضاً هنا إلى حقيقة مهمة توضح بأن تعرض الطفل إلى شدة نفسية متكررة ، وخاصة الضغوطات التي تتطلب من الطفل جهوداً وإمكانيات أكبر من طاقته الطبيعية ( العقلية أو الجسدية ) كما في الطلب منه الوصول إلى تفوق دراسي أكبر من قدراته الشخصية ، أو بطريقة أخرى وقوع الطفل في مواجهة مزمنة مع مشكلة نفسية لم تفلح آليات المواجهة النفسية في حلها ولم يستطع الطفل تجاوزها مع مرور الزمن واستمرت في الاشتباك مع الطفل نفسياً إلى أن يضطر في نهاية المطاف إلى الانسحاب والارتكان إلى النكوص والتراجع عن مواجهة الضغوطات والمشكلات التي يواجهها ، ومن ثم السير في أول الطريق إلى الاكتئاب لعدم قدرته على تحمل الضغط والشدة النفسية أكثر من ذلك
وفي معظم الأحيان تتعلق هذه الضغوطات إما بالنزعة القسرية الأوامرية التي تطلب من الطفل أداءً مدرسياً أكثر من قدراته الطبيعية ،وفي مرحلة المراهقة ترتبط بشكل لصيق بالمواضيع المتعلقة بعواطف الطفل الحساسة والشفيفة في مرحلة المراهقة والتي تستدعي دائماً وأبداً العقلانية والهدوء والعلمية في التعامل معها لحماية الطفل من كل النتائج البائسة للتعامل القاسي والقسري معها .
الاكتئاب بين تلاميذ المدارس
للاكتئاب مجموعة من المظاهر والأعراض تظهر لدى الأطفال مثلما تظهر فى الراشدين مع بعض الاختلافات النوعية البسيطة ومن هذه الأعراض عند الأطفال البكاء والغضب وقلة النوم وفقدان الشهية والصداع وعدم القدرة على التركيز
سوف نركز على الاكتئاب عند الأطفال والمراهقين نجد أن هناك مجموعة من العوامل التي تسهم بشكل كبير فى إصابة الأطفال بالاكتئاب وهى :
أولا العوامل الخاصة بالطفل نفسه :
- 1 انفصال الطفل عن أمه سواء بوفاة الأم أانفصالها عن الأب وعدم التواجد أوالعيش معها فى مكان واحد يؤدى إلى شعور الطفل بالاكتئاب.
2 - مرض الطفل وإصابته ببعض الأمراض كالسكر والربو أو إصابته بالحروق خاصة فى فترة المراهقة أو سوء الاستغلال كل هذا يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب وانخفاض تقدير الذات لدى الطفل.
3الضغوط التي يتعرض لها الطفل قدتشارك فى الاصابه بالاكتئاب.
ثانياُ: العوامل المتعلقة بالأسرة :
- 1الأسرة المريضة
*تشير كثير من الدراسات أن الاكتئاب ينتقل من الأم إلى الأبناء ، وان الأمهات المكتئبات لاستطعن التحكم في أطفالهن وبالتالي تزداد مشكلات الأطفال السلوكية
. كذلك الحال بالنسبة للآباء حيث هناك تفاعل بين الاكتئاب المرتفع عند الآباء والأبناء.
2 - التفكك الأسرى
تشير الأبحاث أن الأطفال الذين يعيشون فى أسر منفصلة ينعكس هذا الانفصال سلبا على الطفل ويكون عرضة للاكتئاب.
3- إن فقدان احد الوالدين له تأثير على الطفل وظهور مشاعر الاكتئاب عليه.
4 - تؤثر الظروف الاقتصادية المنخفضة على الطفل
5- اوضحت الدراسات أن الاطفال الذين يحصلون على درجات عاليه على الاكتئاب يعانون من مشكلات فى الوظائف المعرفية ، وأن الاكتئاب ينتشر بين الاطفال الذين يعانون من صعوبات فى التعلم.
د / عبيـــــر مختــــار شــــاكر محمـــود
بعكس الاعتقاد الخاطئ الشائع عن كون الاكتئاب حالة مرضية نفسية لا تصيب إلا الكبار ، فإنه من الواضح من خلال الحياة العلمية والعملية اليومية أنه يصيب الصغار أيضاً وبنسبة يعتد بها حيث قد تصل في بعض الحالات إلى 2% من مجموع الأطفال في سني المدرسة الأولى والثانية ، أكثرهم من الأطفال في مرحلة المراهقة والغالبية من أولئك تمثلها الفتيات بي 14 – 17 سنة .
وحقيقة لا يتظاهر الاكتئاب عند الأطفال عموماً كما يتظاهر عند الكبار ، وإنما يأخذ أشكالاً متعددة ومتنوعة في شدتها وتظاهراتها ويتعلق ذلك أساساً بدرجة الاكتئاب الذي يعاني منه الطفل وخاصة فيما يتعلق بعمقه ومدته الزمنية ومسبباته التي مثلت الأرضية التي أنتجت الاكتئاب وتركت الطفل ضحيتها ليتخبط في واقع الاكتئاب وعقابيله ، بالإضافة إلى ذلك يمكن الإشارة إلى تمايز المظاهر والخصوصيات التي يبديها الاكتئاب عند الأطفال بحسب المرحلة العمرية التي يقع فيها الطفل ، حيث يكون في المراحل العمرية الأولى وخاصة في سن المدرسة الأولى مقنّعاً بالكثير من المظاهر التي يمكن أن تفوّت علينا إمكانية التوجه والشك بأن هذا الطفل قد يعاني من الاكتئاب ، وتتجلى هذه المظاهر بمجموعة من الشكايات تتراوح بين الغضب والعدائية وعدم الانصياع للأوامر والرأي العام ، ومحاولة خرق النظام والتوجيهات في المنزل أو المدرسة ، وقد تكون تلك المظاهر هي المشعر الوحيد المتوافر والذي يشير إلى وقوع الطفل في متلازمة الاكتئاب .
أما في مرحلة المدرسة الثانية ، فإن الاكتئاب هنا يمكن أن يتظاهر بمجموعة متباينة من الشكايات تتراوح بين الحزن الظاهر على الطفل وملاحظة عدم وجود إشراق الطفولة وإقبالها على الحياة على محياه ، والانسحاب الاجتماعي من النشاطات الاجتماعية التي تحتاج إلى المشاركـة الجماعية كالألعاب والنزهات .. إلخ ،وصولاً إلى مجموعة المظاهر العامة للاكتئاب الشامل والعميق والتي تقارب في كثير من تفاصيلها نموذج الاكتئاب المعروف عند البالغين المتمثل بمتلازمة عريضة من الأعراض المتنوعة بين اضطرابات النوم كالأرق والاستيقاظ باكراً وعدم النوم كفاية ، وضعف الاهتمام بالنشاطات اليومية الاعتيادية ، والإحساس المستمر والمتراكم بالذنب وتجريم الذات بسبب مواضيع لا تستدعي مثل هذه الدرجة من الإحساس بالخطأ ، وضعف قدرات الأداء الفيزيائي والنشاط المطلوبين من أجل القيام بالواجبات الحياتية اليومية ؛ وصولاً إلى ضعف قدرات التركيز الذهني وتشتت الأفكار عندما يتطلب الواقع من الشخص الذي يعاني من الاكتئاب أن يبذل جهداً عقلياً مركزاً للقيام بمهمة ما ، مروراً باضطرابات الشهية للطعام المتمثلة أساساً بقلة الإقبال على الأكل ، وضعف الاهتمام بالحاجات الجنسية الطبيعية ، وفي آخر المطاف الوصول إلى أفكار تتناول الانتحار وإيذاء الذات لإنهاء حياة هذا الشخص الذي يعاني من الاكتئاب .
ويجدر الإشارة هنا إلى ملاحظة على درجة عالية من الأهمية والخصوصية ، وتشير إلى الحقيقة بأن الاكتئاب عند الأطفال غالباً ما يمثل اضطراباً ثانوياً وليس أولياً نجم إما عن آفة عضوية ( خلل جسدي في بنية الجهاز العصبي مثلاً ) ، أو شكاية نفسية أكثر بساطة من الاكتئاب تفاقمت ولم تأخذ طريقها إلى الحل ، وبالتالي كان القرار النفسي الوحيد الناجح هو الانسحاب من مواجهتها والدخول في طريق الاكتئاب ، ولذلك يجب السعي أولاً وخاصة فيما يتعلق بالاضطرابات الاكتئابية عند الأطفال للكشف عن السبب الأولي الذي قاد ومهد إلى مثل هذا الاكتئاب
العوامل المؤهبة للإصابة باكتئاب عند الأطفال :-
قد يكون دور العامل الوراثي في حدوث الاكتئاب عند الأطفال وفي جميع الأعمار عموماً من القضايا المثبتة علمياً ، ويتمثل ذلك بوجود بنية وراثية عائلية تنتج خللاً في بعض المستقبلات الكيميائية أو الهرمونية والتي يناط بها أن تتحسس وسيطاً عصبياً كيميائياً أو هرمونياً ،ولكنها قد تكون قليلة العدد أو مشوهة من الناحية البنيوية مما يعيق ارتباطها بذلك الوسيط مما ينتج عنه خلل في التوازن الداخلي للجهاز العصبي والذي يقود في بعض الحالات إلى حدوث الاكتئاب وأمراض جسدية ونفسية متعددة وفي بعض الحالات الأخرى يمكن لنفس الاضطراب الوراثي أن يؤدي إلى خلل تشريحي في بنية الدماغ والذي يؤهب إلى الكثير من الاضطرابات العصبية والنفسية ومنها الاكتئاب
وهذه الفكرة الأخيرة تستدعي منا وقفة عند نقطتين ، الأولى هي أن وجود قصة عائلية للإصابة بمرض الاكتئاب يجب أن تجعلنا أكثر قبولاً للشك بأن هذه الأعراض النفسية التي يبديها الطفل والتي قد تكون غير موجهة قد تكون ناجمة عن اكتئاب لم يتكامل بعد ويستدعي منا التداخل بسرعة لمحاولة علاجه ومنع تفاقمه ؛ والثانية : هي وجوب توجيه كل الذين يعانون من اضطرابات الاكتئاب لعدم الزواج من نفس عائلتهم وتفادي كل روابط القرابة في توجهات اختيار شريك الحياة ، وذلك في محاولة للسعي لإنقاص خطورة إنجاب أطفال لديهم استعداد وراثي عائلي عادي للإصابة بالاكتئاب ، حيث أن المورثات التي تتدخل في تسبيب الاضطرابات التي تقود إلى الاكتئاب لاحقاً ، تمثل مورثات ذات صفة متنحية ، وبالتالي يمكن تفادي ظهورها في الأجيال القادمة من خلال الزواج خارج إطار قرابة الدم والرحم حرصاً على سلامة الأجيال الجديدة في هذه العائلة .
إن الإصابة بعدد من الأمراض الجسدية يؤهب بشكل كبير للإصابة بالاكتئاب وخاصة نشير إلى مرض الصرع ، نقص نشاط الدرق ،قصور الغدة الكظرية والشقيقة ، لذلك يجب التعامل مع هؤلاء الأطفال الذين يعانون من هذه الأمراض بكثير من الحذر ، وكثير من السعي لوضعهم في وضع اجتماعي مواتي ومتفهم يستطيعون الاندماج معه بشكل بناء ليكون ذلك إجراءاً وقائياً فاعلاً يحميهم من الوقوع في براثن الاكتئاب . ومن جهة أخرى إن معاناة أي طفل من أعراض الاكتئاب جزيئاً أو كلياً ، تستدعي منا وقفة طبية مدققة ومسحاً طبياً شاملاً للتحري عن أي سبب عضوي أو مرض ما شكل المقدمة والسبب الأولى لشكاية الاكتئاب هذه .
ونشير أيضاً هنا إلى حقيقة مهمة توضح بأن تعرض الطفل إلى شدة نفسية متكررة ، وخاصة الضغوطات التي تتطلب من الطفل جهوداً وإمكانيات أكبر من طاقته الطبيعية ( العقلية أو الجسدية ) كما في الطلب منه الوصول إلى تفوق دراسي أكبر من قدراته الشخصية ، أو بطريقة أخرى وقوع الطفل في مواجهة مزمنة مع مشكلة نفسية لم تفلح آليات المواجهة النفسية في حلها ولم يستطع الطفل تجاوزها مع مرور الزمن واستمرت في الاشتباك مع الطفل نفسياً إلى أن يضطر في نهاية المطاف إلى الانسحاب والارتكان إلى النكوص والتراجع عن مواجهة الضغوطات والمشكلات التي يواجهها ، ومن ثم السير في أول الطريق إلى الاكتئاب لعدم قدرته على تحمل الضغط والشدة النفسية أكثر من ذلك
وفي معظم الأحيان تتعلق هذه الضغوطات إما بالنزعة القسرية الأوامرية التي تطلب من الطفل أداءً مدرسياً أكثر من قدراته الطبيعية ،وفي مرحلة المراهقة ترتبط بشكل لصيق بالمواضيع المتعلقة بعواطف الطفل الحساسة والشفيفة في مرحلة المراهقة والتي تستدعي دائماً وأبداً العقلانية والهدوء والعلمية في التعامل معها لحماية الطفل من كل النتائج البائسة للتعامل القاسي والقسري معها .
الاكتئاب بين تلاميذ المدارس
للاكتئاب مجموعة من المظاهر والأعراض تظهر لدى الأطفال مثلما تظهر فى الراشدين مع بعض الاختلافات النوعية البسيطة ومن هذه الأعراض عند الأطفال البكاء والغضب وقلة النوم وفقدان الشهية والصداع وعدم القدرة على التركيز
سوف نركز على الاكتئاب عند الأطفال والمراهقين نجد أن هناك مجموعة من العوامل التي تسهم بشكل كبير فى إصابة الأطفال بالاكتئاب وهى :
أولا العوامل الخاصة بالطفل نفسه :
- 1 انفصال الطفل عن أمه سواء بوفاة الأم أانفصالها عن الأب وعدم التواجد أوالعيش معها فى مكان واحد يؤدى إلى شعور الطفل بالاكتئاب.
2 - مرض الطفل وإصابته ببعض الأمراض كالسكر والربو أو إصابته بالحروق خاصة فى فترة المراهقة أو سوء الاستغلال كل هذا يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب وانخفاض تقدير الذات لدى الطفل.
3الضغوط التي يتعرض لها الطفل قدتشارك فى الاصابه بالاكتئاب.
ثانياُ: العوامل المتعلقة بالأسرة :
- 1الأسرة المريضة
*تشير كثير من الدراسات أن الاكتئاب ينتقل من الأم إلى الأبناء ، وان الأمهات المكتئبات لاستطعن التحكم في أطفالهن وبالتالي تزداد مشكلات الأطفال السلوكية
. كذلك الحال بالنسبة للآباء حيث هناك تفاعل بين الاكتئاب المرتفع عند الآباء والأبناء.
2 - التفكك الأسرى
تشير الأبحاث أن الأطفال الذين يعيشون فى أسر منفصلة ينعكس هذا الانفصال سلبا على الطفل ويكون عرضة للاكتئاب.
3- إن فقدان احد الوالدين له تأثير على الطفل وظهور مشاعر الاكتئاب عليه.
4 - تؤثر الظروف الاقتصادية المنخفضة على الطفل
5- اوضحت الدراسات أن الاطفال الذين يحصلون على درجات عاليه على الاكتئاب يعانون من مشكلات فى الوظائف المعرفية ، وأن الاكتئاب ينتشر بين الاطفال الذين يعانون من صعوبات فى التعلم.